يقول الرسول ﷺ في حديث شريف: "إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"، وفي حديث آخر: " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وُضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين". يتضح من قراءة الحديثين حضور الآخر والاعتراف بالتكاملية البشرية، فلم يقل جئت بالأخلاق أو بمكارمها، ولكنه قال جئت (لأتمم) مكارم الأخلاق، وهذا اعتراف بالسابقين، وتأكيد علي دور الآخر في بناء منظومة الأخلاق. وفي الحديث الثاني اعتبر نفسه مجرد جزء في سياق منظومة كبيرة، ولم يؤكد على دوره دون أدوار الآخرين. ومن هنا نجد أن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، ليس فى جلباب نقصّره أو لحية نطلقها أو ما شابه ذلك من مظاهر تختلف باختلاف الزمان والمكان، ولكن في سلوكياته وأخلاقه، فنحن الآن أحوج ما نكون لثقافة الاعتراف بالآخر، والتأكيد على أن البشر متكاملون، وأنه لا أحد قادر ولو كان نبيًا أن يقدم شيئًا بمفرده، فالآخر الذي أكد على دوره نبي، أولى بمن هم دون النبي عقلًا ومنزلة أن يؤكدوا على وجوده، فهم أحوج للتكامل من النبي.
https://t.me/fatmain2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق